الثلاثاء، 11 سبتمبر 2012

هل هذا ما يحدث في المستشفيات العامه و وزارة الصحة ؟




بعد التحية ..

يسرنا نحن ( منتسبي وزارة الصحة المصرية بداية من الاستشاريين والأخصائيين و حتى أصغر ممرض و عامل فى وحدة ريفية قروية ) أن نعلن لكم بكل صراحة .. أننا كنا بنشتغلكم .. !!

أعرف أنني لا يحق لي الحديث بصيغة الجمع .. من باب الواقعية .. و لكن وزارة الصحة علمتني كيف أصبح طبيبا اخصائيا رغم أني كنت لازلت طبيب امتياز .. و علمتني كيف اتحمل مسؤولية قرية تعدادها 50.000 نسمة وحيدا رغم كوني تخرجت منذ شهور .. و علمتني كيف اصبح مسؤولا صحيا عن التراخيص التجارية رغم كوني تخرجت منذ شهور أكثر قليلا مما سبق .. و علمتني كيف اصبح رئيسا للقسم فى مستشفى .. رغم كوني لم أبدأ التخصص منذ أكثر من شهرين .. و علمتني كيف أصبح مراوغا ملاعبا فضفاضا هلاميا فى تعاملي مع الوثائق الحكومية و الشكاوى الوهمية ... علمتنى وزارة الصحه كيف أصبح طبيبا فاشلا و فهلويا حذقا و فتاءا من الطراز الأول .. ربما أن ما علمه إياي والدي .. و ما زرعته فيّ أمي .. جعلني اليوم قادرا على مواجهة كل ذلك و الاعتراف بخطئي و خطأ زملائي فى المشاركه بهذه المسرحية الهزلية .. التي تسمي .. صحة المواطن المصري

أعرف أنك كنت تشك منذ فترة طويلة أنك تتعرض للنصب من وزارة الصحه .. لكنك بالتأكيد لا تشعر بكم الاشتغالات التي تتعرض لها يوميا .. سواءا فى مستشفى حكومي أو خاص .. فى وحدة صحية أو مستشفى للتكامل الصحي .. فى مستشفى جامعي أو حتى تعليمي .. الموضوع صار حقا مفزعا .. وحين انتفض الاطباء لاعلان الاضراب اعتراضا على أمور خاصة مثل المرتبات و توفير الامن فى المستشفيات .. و أمور عامة ما كان لنا ان نعترض عليها مثل سوء ادارة المستشفيات و عدم توافر الامكانات الطبية ... اتهمنا الكثيرون بالشغب و اللامبالاه و الاتجار بأمراض الناس .. و كأننا صرنا أعداءكم .. رغم أن سؤالا بسيطا كان ليكون كافيا لمعرفه المسؤول الحقيقي عن المشكله ... فقط اسأل نفسك ؟ .. لو كان الاطباء كما تتصورهم .. مستغلون جشعون نصابون .. فلما نكلف انفسنا عناء الاعتصام و قطع الارزاق .. لما نتحمل دعوات المرضى و سخطهم .. لما نتحمل مواجهات قانونية شرسه مع مديرينا و صراعات واضطهادات لا تتوقف عقب كل اعتصام ... لو كنا نجد ما يكفي نفقاتنا .. لو كنا نجد الامان الذي يضمن لنا عملنا فى هدوء .. لو كنا حتى نعتقد أننا وإن ضحينا بكل هذا فنحن نقدم لك خدمه صحية جيدة ترضى غرور انسانيتنا .... لما اعتصمنا !!


سيدي المواطن .. أنت يتم اشتغالك .. وإليك بعض التلميحات ..


1) المستشفيات الحكومية العامة منها والمركزية :
============================


* المبدأ العام للعلاج فى المستشفى الحكومي أنها مجانية .. مادامت الدولة لاتوفر التأمين الطبي الشامل (مدفوع التكاليف) لكل المواطنين كما فى الدول المحترمة .. لكنك تفاجأ انك تدفع مبلغ يقارب 250 جنيه فى الولاده الطبيعيه و 500 فى القيصرية و 50 جنيه لعمل اشعه على العظام و 50 جنيه لعمل جبس صغير و 150 جنيه لطهور طفل .. لتفاجأ ان المستشفى العام او الحكومي الذي انشأته الوزارة من أجلك أنت .. هو استغلال لمرضك .. لتفاجأ بعدها بعبارة ( اللى معوش ميلزموش ) على شفاة كل مدير مستشفى إلا من رحم ربي .. و كم رأيت مرضى فقراء تدمى لهم العيون .. يقفون على ابواب مديري المستشفيات يترجون الحصول على تخفيض (وليس مجانية العلاج) .. يعني تنازلو عن حقهم فى المجانية إلى التخفيض .. يتذللون لانهم لايقدرون على دفع ثمن جبس أو اشعه .. وأقسم لك أنني اضطررت شخصيا لاجراء كثير من الاجراءات العلاجيه مجانا دون علم المستشفى .. فى حين كنت اسدد العلاج من مالي الخاص فى حال مقدرتي على ذلك .. وربنا يسامحني لو كان ده غلط !!
علما بأن قرار " مجاني " الذي يصرف كاستثناء على بعض التذاكر العلاجية هو " الاساس " لكنه يتحول فى مستشفياتنا إلى استثناء للمعارف و الأحباب .. أو للمرضى " اللمضين " .. اللى عارفين حقهم أو اللى أهلهم مستعدين لما هو أكثر من الزعيق فى سبيل الحصول على العلاج المجاني .. !!

* العيادات الخارجيه : مكان روتيني ممل .. يمارس فيه صغار الاطباء هوايتهم فى تقليد الكبار منهم .. الكشف على المرضى .. عمل الفحوصات والاختبارات التي لم تتح لهم الفرصه لادائها .. طوابير من المرضى .. ومعدل يومي لا يقل عن 150 مريض لكل عيادة .. يستهلك فيها الطبيب صحته و هدوء أعصابه فى تنظيم دخول المرضى و حل النزاعات بين السيدات في تحديد ( مين جت الأول ) .. وتنتهى هذه الفقره فى النهايه بصرف دواء روتيني مفروض عليهم .. 3 أو 4 أصناف هي عادة المتوفرة فى صيدلية المستشفى والتي يتم صرفها دون غيرها لسببين : أولا أنها المتوفرة .. ثانيا : ان المريض المصري الفقير الذي دفع جنيه او ثلاثه جنيهات ثمنا للكشف لن يتنازل عن الذهاب الى بيته بدون علاج .. وقد يفتعل مشكلة كبيرة اذا لم يحصل على العلاج .

* قسم الاستقبال والطوارىء : و هي السيرك .. التي يتفنن فيها الطبيب الشاب (لأنها غالبا ما تخلو من الاخصائيين) فى ممارسة الطب .. وسط جهله بكثير من الامور .. و افتقاره الى كثير من الاجهزة والادوات .. و استهلاك صوته و عصبيته فى تحديد وظيفه كل شخص داخل المستشفى التي تفتقر إلى النظام (شيل ده يا عم فلان .. اديها المحلول يا فلانه .. خلصلها التذكره يا فلان .. اعملها الاشعه يا فلان) .. و جو الارهاب الذي يمارس ضد الطبيب والتمريض من اهل المرضى .. والتبريرات والشروحات التي يضطر الى تقديمها لأهل المريض فى حال اعتراف الطبيب بوجود قصور فى المستشفى وحاجته الى الانتقال الى مستشفى جامعي او تعليمي ذو امكانيات اكبر ... ومن أكثر ما اصبح يميز قسم الطوارىء .. هو ما تلاحظه حين تدخل الى المستشفى لعلاج طفلك او صديقك من جرح قطعي .. و يخبرك الطبيب ان عليك احضار (خيط طبي) من الصيدلية خارج المستشفى لعدم توافر خيط التجميل المناسب .. لتكتشف ان ثمن امبول الخيط الواحد قد يصل الى 30 جنيه .. و لتعرف الحقيقه (التي لن يخبرك بها إلا نحن) أن هذه الخيوط من المستلزمات التي تنفق عليها الوزارة آلاف الجنيهات .. لكن الساده مسؤولي التوريد يهتمون بمصالحهم و سبوبتهم على اهتمامهم بالمرضى .. فيتم توريد كمية كبيرة من الخيوط التي تصلح (رباط جزم) بدلا من توفير الخيوط الرفيعة التي تستخدم بكثره .. والنتيجه .. مخازن ممتلئة بالخيوط التي لا تستخدم حتى تتلف (لأن لها تاريخ صلاحيه) .. ومريض ينفق من جيبه الخاص تكاليف علاج هي من واجبات المستشفى والوزارة فى الاساس .

* قسم الداخلي : اي الاقسام التي يتم حجز المريض بها حتى ينتهي من فترة علاجه المفترضه .. والمضحك فى الموضوع ان هذه الاقسام هي اماكن استشفاء .. لكنها تتحول الى اماكن استمراض .. فهي لا تحتوي على اي وسائل النظافة الاولية .. والوقاية من البكتيريا .. بل الادهى والامر .. أن المستشفيات تطلب من الاهالي احضار مواد التنظيف للحفاظ على نظافه العنبر والحمامات .. برغم ان المستشفى تصرف بندا كبيرا ( نظافه عامه ) لا تعلم انت تحديدا اين تذهب مصاريفه .. ومن اكثر ما يؤلمني .. أنه حين تطلب من اهل مريض (تعرف أنت ان تلوث جرحه و طول فتره بقاءه ف المستشفى سببه قذارة العنبر) ان يغادور المستشفى الى المنزل .. تكتشف ان شكووى طويلة ومحترمه قد قدمت فيك الى ادارة المستشفى تتهمك فيها بتطفيش المرضى !! .. ولتعرف ايها المريض ان فى كل قسم داخلي شخص يسيطر عليه اسمه ( السكرتير ) .. وهي غالبا فتاة لعوب .. تتفنن فى توفير طلبات المريض واهله .. لكن هذه العلاقه اللزجه ليست بريئة .. ان صورت لك سذاجتك ذلك .. فهذه السكرتيره سرعان ما ستطلب منك النجاة بمريضك من المستشفى الى عيادة الدكتور فلان .. الذي سيهتم بكم و يقدم لكم افضل خدمه بافضل سعر .. لتفاجأ بعدها ان هذه السكرتيره تحصل على نسبه كبيره من السيد الدكتور صاحب العياده !!



2) الوحدة الصحية : هي مكان تنشؤه وزارة الصحه لنوعين من الافراد :
=======================================

* طبيب قديم متمرس .. قضى سنوات عمره فى هذه الوحده الريفيه .. وحولها الى مستشفى خاص .. يمارس فيها هذا الطبيب الحاصل على البكالوريوس فقط كل فنون الطب .. اعتمادا على خبرات سابقه ( كان قد شاهدها فى مستشفى او فيلم اجنبي ) .. ويصبح بعد فتره هو عمدة القرية الطبي و حكيمها الذي لا يعرف اهل القرية تحديدا قدراته .. لكنهم يفهمون انه كويس و ابن حلال .. دون ان يبرروا كميه العاهات والوفيات التي خرجت من تحت يديه .. ربما لاعتقادهم ان عمرهم كده .. أو انها قضاء وقدر

* طبيب شاب حديث التخرج .. انهى سنوات دراسته الست .. وسنة التدريب (الامتياز) .. ليجد نفسه ملقى فى وحده صحيه ريفيه .. وحيدا .. مع بعض الممرضات الطاعنات فى السن .. اللاتي يدربنه على كيفيه (تضبيط) المريض .. و (تحزيم) الزبون .. للوصول الى نتائج مقبولة .. تجعله يحافظ على احترامه كطبيب .. وعلى سجله خاليا من الوفيات لاقصى مده ... ليقضى الطبيب سنوات التكليف تلك .. دون ان يتعلم حرفا واحدا .. ربما لا يتعلم سوى اسلوب التعامل مع المرضى بحرفنه .. او اسلوب عمل كوب شاي مضبوط .. او اسلوب خبر الفرن فى الافران البلدي



3) المستشفيات الجامعيه :
================

هي المكان الذي تتوجه فيه الى المستشفى لتعالج بالمجان (وإن كان معدش بالمجان) .. لتعرف انك تسلم نفسك الى اطباء (حديثي التخرج) يتعلمون ما درسوه فى الطب عليك .. ورغم عدم انسانية الوضع من الناحيه النظريه .. الا انه عمليا الطريقه الوحيده للتعليم وانتاج اطباء .. فى اعتى الدول المتقدمه .. يمارس الاسلوب نفسه .. المستشفى التعليمي .. مع فارق وحيد .. أن المستشفى التعليمي يعني وجود مريض .. و طبيب مًعلم .. و طبيب متعلم .. أما فى مصر .. فهي تتكون فقط من مريض و طبيب متعلم .. دون وجود من يعلم (طول الوقت) و بالتالي .. يضطر الطبيب المتعلم الى تعلم الطب لوحده .. التجربه .. يا تصيب يا تخيب .. وربما اهم نصيحه تحصل عليها من الطبيب الاكبر سنا هي .. دوس و متخفش .. احنا هنغطيك .. يعني اذا اخطأت فى مسشفى جامعي سيهب اساتذه القسم كافة للتغطيه عليك .. واخراجك من الموضوع مثل الشعره من العجين !!


المصائب أكثر وأكبر من ذلك بكثير .. لكن المهم فى الموضوع أننا نتفنن يوميا فى اشتغال الزبون المصري الملقب باسم المريض .. إلا من رحم ربي .. ومن رحم ربي خرج اليوم معلنا اضرابه عن العمل .. رغبة فى تحقيق تطورات شخصيه لنفسه .. و تحقيق خدمه طبيه افضل .. بعيدا عن الاشتغالات و الفهلوة .. مطالب الاطباء لم تخرج عن حلول لما طرحته من مشاكل .. فنحن لم نسعى سوى إلى مرتبات تليق بالطبيب وتجنبه الفهلوة على المرضى وسرقة الحالات لعيادته الخاصه .. ولم نطلب أكثر من توفر الامن الذي يحمي الطبيب اثناء عمله ف المستشفى .. ولم نطلب اكثر من ادارة طبيه تقدر المريض وتعرف كيف توفر له متطلبات علاجه .. كيف ترفق بحاله .. كيف تدير منشأة صحيه نظيفه .. تعالج المرض ولا تنقله .. لم نطلب اكثر من نظام تعليمي سليم .. فى كافة مستشفيات مصر .. يضمن تقديم خدمات صحيحه لا تؤذي المريض ولا تنتهك آدميته !!


نحن نريد خدمة صحية أفضل .. فإن كان تقديرنا هو الطريق .. فالخدمة الصحية الآدمية التي تستحقها هي ما ستلمسه أنتَ من نتيجه !!


-------------------------------------------------------------------------------------

ملاحظة تقنية 1 : الاخوة اللى بيسألو طيب ليه مش بتضربو فى المستشفيات الخاصة و العيادات ؟ .. فأرد بإنك لو قرأت الموضوع كويس هتفهم إن المستشفيات الخاصة المحترمة مش اللى تحت السلم (على عيوبها الكثيرة) تحل معظم المشاكل اللي بنعاني منها ؟ ... يعني لاحظ إن مستشفى خاص هو مكان بتدفع فيه فلوس (أكتر من اللى هتدفعها فى المستشفى العام لأنك فى الحالتين هتدفع) .. لكن فى مقابل الفلوس دي بتاخد خدمة صحية كويسة .. لأن المستشفى ليها أمن بيحرسها .. فى أدوات و أجهزة طبية متوفرة يمكن متلاقيهاش فى مستشفيات عامة كتيرة جدا .. فيها أساتذة متخصصين .. فى نظام للعلاج يخلي الاستاذ لازم يشوف الحالة و يحددلها علاج .. و يبقى دورك كطبيب شاب .. هو مجرد استقبال الحالة و اخد تقرير اولي منها .. طبعا إضافة الى ان المستشفى الخاص بتوفر للطبيب سكن آدمي و نظيف .. و مرتب يناسب عمله فى المستشفى (نوعا ما) ... وبالتالي تكون المشكله الوحيده فى المستشفى الخاص هي نظام (التعليم المستمر) لأن الاستاذ أو الاستشاري جاي يعمل شغله مش يعلمك كطبيب .. إذا النتيجه النهائية هي ان المستشفى الخاص حلّت كتير من المشاكل الموجوده فى المستشفى العام .. ليّه كطبيب .. و ليك كمريض 

ملاحظة تقنية 2 : العبد لله .. ضد فكرة الاضراب الكلي .. برغم إن الاضراب الكلي والجزئى لا يشمل الطوارىء .. حتى فى حال إعلان مستشفى اضرابا شاملا يتم توجيه المرضى إلى مستشفى آخر قريب جدا ... علما بأن فكرة تحويل المرضى لمستشفى قريب هي السياسية الأشهر فى كل المستشفيات العامة (فى الأوقات العادية من غير الاضراب) نتيجة نقص امكانيات المستشفيات العامة والمركزية مقارنة بالمستشفيات الجامعية و التعليمية .. !! .. لكنني مع فكرة الاضراب الجزئي فى المجمل .. (فى العيادات الخارجية) لأنها تضمن التأثير على سير العمل .. بما يسبب صداعا لوزير الصحة و فى الوقت نفسه لا تؤثر على مرضى الطوارىء والحالات الحرجة .. كما أننا نقوم (ضمنيا) بتسيير أعمال العيادات الخارجية من خلال الطوارىء .. لكن الفكرة العامة هي وجود تعطيل للعيادات الخارجية .. مما يعني تذمر المرضى (قبل حصولهم على الخدمة من الطوارىء مادامو يستحقونها) و كذلك نقص فى موارد المستشفى (نتيجه انخفاض نسبة صرف تذاكر الكشف وما يترتب عليها من أشعات و تحاليل و جبس و عمليات صغرى) .. و التي نقوم بها فى المقابل (مجانا) داخل أقسام الطوارىء لامتصاص غضب المرضى و بموافقة مدير المستشفى (غضب عنه) لأن مثل هذه الاشعات والعمليات الصغرى كانت تتم بمقابل مادي كبير .. ما يصب جميعا فى مصلحة الاضراب و بالتالي مصلحة المريض كما شرحنا سالفا .

ملاحظة تقنية 3 : الأخوة الطيبين .. أنصار نظرية .. ( استحملو و استنو لحد ما يبقى فى رئيس وأحوال البلد تتعدل و بعدين اضربوا ) .. أحب أسألهم سؤال .. أنا ليه المفروض أستحمل ؟؟؟ ... يعني سواق الاتوبيس اللى مرتبه 300 جنيه .. بيستحمل عشان شايف الناس نازله بتدعيله و لما بيشوفو الاتوبيس جاي بيهللو و يزقططوا لانه هيوديهم اشغالهم بنص جنيه .. و المدرس بيستحمل مرتبه عشان شايف عيال بتخرج من تحت ايده زي الفل لما بيخلص النيّه لربنا و يعلمهم بزمه ... و عمال الشركات بيستحملو لما يفكرو انهم بيعملو منتج الناس محتاجاه و هيتضرروا جدا لو المنتج ده توقف انتاجه من السوق ... إنما أنا بعمل ايه عشان استحمله ؟؟ بيجيلي عيان بخليه يلف كعب داير عشان يتعالج مجاني .. برغم إن ده حق أصيل ليه ؟ .. بجبله عدوى لان المستشفى و الاجهزة مش معقمة كما يجب .. بصرفله دوا لا يسمن ولا يغنى من جوع .. لأنه طباشير .. و مكوناته مشكوك فى صحتها .. بشارك فى موت مريض لانه جالي طالبا للعلاج و انا مضطر احوله لنقص الامكانيات .. و بالتالي بينتظر ساعه و اتنين و تلاته .. و ممكن يموت قبل ما الاسعاف تيجي تنقله المستشفى الجامعي ... يبقى أستحمل ليه ؟؟ هيه المشرحه ناقصه قتله ؟؟ ولا انا ناقص دعوات من الناس ليل نهار برغم محاولتي اني اعمل ما عليّه ... أستحمل ليه ؟؟؟؟ إذا كان كل يوم بيفوت بيزود عدد الوفيات .. إذا كنا قلبنا الدنيا عشان 1000 شهيد .. ليه مش مهم عندنا وفيات 5000 مستشفى على مستوى الجمهورية كل يوم ... والله كل يوم .. والله على ما أقول شهيد !!!

تحديث : مما زاد الطين بلة .. حالات الضرب و الاعتداء التي يتعرض لها الاطباء و التمريض فى أقسام الاستقبال و الحوادث .. التي تصل فى بعض الحالات إلى الجروح الخطيرة .. و الكسور .. و أحيانا الخطف .. حالات لا يتم مواجهتها ولا التعامل معها بحزم .. رغم ما تمثله من تهديد لحياة الاطباء و العاملين فى المستشفى إضافة لحياة المرضى الآخرين داخل المكان .. إحساس مرعب أن تواجه بمجموعة من البلطجية داخل مقر عملك بينما أنت مسؤول عن علاج و تطبيب شخص آخر مريض .. لا حول له ولا قوة .. و فى وسط هذه الظروف العصيبة .. لا يسع الطبيب أن يتنازل عن احساسة بالأمان و العمل داخل هذه الظروف الترهيبية " التي وصلت لتهديد زملاء قاموا بعمل محاضر للمعتدين .. بالقتل او الخطف او ماء النار .. ليتنازلوا عن تلك المحاضر " .. بينما تتفنن الدولة فى حماية أشخاص تافهه .. و مباني و منشآت ليست ذات أهمية .. تاركة البشر من أطباء و عاملين و مرضى .. فى يد البلطجية و العصابات .. !!


قرار نهائي وصلت له ... لو الشعب فضل ضد (انتفاضة الاطباء) بعد كل ما شرحت .. فأنا هكون أول واحد ينادي بايقاف الاضراب والعودة للعمل (بالنظام القديم) .. و يبقى الناس ساعتها تستحمل .. وتشيل ذنب اللى بيموتو .. و محدش يشتكي تاني من الصحة و مستشفيات الصحة ... اللهم هل بلغت .. اللهم فاشهد !!




د/ طنطــــــــــــــــاوي
طبيب مصري شاب .. من هوّل هذا العذاب